الكلبية cynicism: فلسفة واتجاه سلوكي يعود بأصوله إلى الفيلسوف اليوناني ديوجين، الذي اعتزل الناس وترك حياتهم الاجتماعية وفضل العيش مثله مثل أي كائن حي آخر، بعيداً في البراري دون مراعاة لأي تقاليد ولا حتى في الحشمة، لذا سُمي بفيلسوف الكلاب بقصد الشتيمة، لأنه عاش عيشة الكلاب يأكل من أكلها ويشرب من شربها، ويقضي حاجته في العراء مثلها.
يُختلف على تفسير تصرف ديوجين، وبالتالي يتم الاختلاف في تفسير الكلبية، إذ يراها البعض تمظهراً للانحطاط والارتكاس بعيداً عن المدنية، وأنها فلسفة هدامة تؤسس لإلغاء التعاطف بين البشر والثقة بهم وبمبادئهم، فالكلبي لا يكترث لأمر الآخرين، ويرتاب بأجندتهم وهو بالتالي مهيأ لفرط العقد الاجتماعي بين الإنسان وأخيه الإنسان.
إلا أن البعض يراها غير ذلك ومنهم نيتشه الذي صور ديوجين حاملاً المصباح في شوارع أثينا باحثاً عن إنسان واحد صادق، دون جدوى. كما ويفسرها البعض على أنها مجرد دعوة للإنسان للاندماج مجدداً بالطبيعة والتخلي عن مظاهر الرأسمالية والثقافة الاستهلاكية كما لو كان الإنسان مجرد جرذ يدور في عجلة، وأنها دعوة لكسر القيد وكسر العجلة، ومن مظاهر هذهِ الرؤيا الاتجاه الهيبي الذي نشأ بعد الاحباط