" كلمات من التوراة " رُوِيَ ان هذه الكلمات وجدها كعب الأحبار مكتوبة في التوراة فكتبها وهي : يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً ،وسلطاني لا ينفد أبدا ،يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق ما دامت خزائني ملآنة ،وخزائني لا تنفد أبدا ،يا ابن آدم لا تأنس بغيري ،وانا لك ،فإن طلبتني وجدتني ، وإن أنست بغيري فتُّكَ وفاتك الخير كله ،يا ابن آدم خلقتك لعبادتي ،فلا تلعب ،وقسمت رزقك فلا تتعب ،وفي أكثر منه فلا تطمع ،وفي أقل منه فلا تجزع ،فإن انت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك ،وكنت عندي محموداً ،وان لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البر ولا ينالك منها الا ما قد قسمته لك ،وكنت عندي مذموماً ،يا ابن آدم خلقت السمٰوات السبع والاراضين السبع ،ولم أعِيَ بخلقهن أيُعِينِي رغيف أسوقه لك من غير تعب ،يا ابن آدم انا لك محب ، فبحقي عليك كن لي محباً ،يا ابن آدم لا تطالبني برزق غد كما لا أطالبك بعمل غد ،فإني لم أنسَ من عصاني ،فكيف من أطاعني وانا على كل شئٍ قدير وبكل شئٍ محيط .
مكثت صوفيا في الممشى تتأمل، حاولت أن تقنع نفسها بأنها موجودة حقاً وصدقا حتى تطرد فكرة أنها لن تعيش إلى الأبد، ولكن بلا جدوى ولا طائل. فما إن تركز فكرها على أنها حية الآن حتى ترد على خاطرها فكرة أنها ستموت في يوم من الأيام. وكان العكس صحيحا بدوره: فما إن تتقبل فكرة أن حياتها ستنتهي يوما حتى تشعر أكثر من أي وقت مضى بأي نعمة كبرى تنعم بها إذ تتردد فيها أنفاس الحياة .ما أشبه شعورها المزدوج هذا بوجهي : قطعة عملة معدنية لا تفتأ تقلبها في يدها. فما إن يشتد سطوع جانب حتى يتبدى الجانب الآخر في اللحظة ذاتها بمزيد من الجلاء. فالحياة تحيل إلى الموت والموت يحيل إلى الحياة. و أخذت تفكر: كيف نشعر بقيمة الحياة إن لم نفكر أيضاً أننا سنموت في يوم من الأيام. وبالمثل، لا نملك ونحن نفكر في الموت إلا أن يعترينا في اللحظة ذاتها شعور بروعة تلك المعجزة الخارقة معجزة أننا ننعم بالحياة. و فجأة تذكرت صوفيا أن جدتها قالت شيئاً بهذا المعنى يوم أخبرها الطبيب بأنها مريضة مرض الموت. فقد قالت الآن» فقط أدرك مدى روعة
الحياة وجمالها». أليس من المحزن ألا يقدر معظم الناس قيمة الحياة إلا عندما يدهمهم المرض؟
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.